سورة العلق
- xhbx12
- Sep 28, 2017
- 3 min read
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد أخذ هذا التفسير من كتاب (صفوة التفاسير) للصابوني
سورة الأغلى: سورة مكية
سورة العلق وتسمي (سورة إقرأ) مكية وهي تعالج القضايا الآتية : أولا : موضوع بدء نزول الوحي على خاتم الأنبياء محمد (ص). ثانيا : موضوع طغيان الإنسان بالمال ، وتمرده على أوامر الله جل وعلا
ثالثا : قصة الشقي " أبي جهل " ونهيه الرسول(ص) ، عن الصلاة وما نزل في حقه * إبتدات السورة ببيان فضل الله على رسوله الكريم ، بإنزاله هذا القران " المعجزة الخالدة " عليه ، وتذكيره بأول النعماء ، وهو يتعبد ربه بغار حراء ، حيث تنزل عليه الوحي
ثم تحدثت عن طغيان الإنسان في هذه الحياة بالقوة والثراء ، وتمرده على أوامر الله ، بسبب نعمة الغنى ، وكأن الواجب عليه أن يشكر ربه على أفضاله ، لا أن يجحد النعماء ، وذكرته بالعودة إلى ربه لينال الجزآء
ثم تناولت قصة الشقى " أبي جهل " فرعون هذه الأمة ، الذي كان يتوعد الرسول(ص) ويتهدده ، وينهاه عن الصلاه ، انتصارا للأوثان والأصنام *وختمت السورة بوعيد ذلك الشقي الكافر ، بأشد العقاب إن إستمر على ضلاله وطغيانه ، كما أمرت الرسول الكريم ، بعدم الإصغاء إلى وعيد ذلك المجرم الأثيم * وقد بدأت السورة بالدعوة إلى القراءة والتعلم ، وختمت بالصلاة والعبادة ، ليقترن العلم بالعمل ، ويتناسق البدء مع الختام ، في أروع صور البيان.
سبب النزول : روى مسلم في صحيحه أن أبا جهل اللعين قال لأصحابه يوما : هل يغفر محمد وجهه بين أظهركم ؟ - يريد هل يصلي ويسجد أمامكم - قالوا : نعم ، فقال : واللات والعزى لئن رأيته يصلي كذلك ، لأطأن على رقبته ، ولأعفرن وجهه في التراب ، فجاء يوما فوجد رسول الله (ص) يصلي ، فأقبل يريد أن يطأ على رقبته ، فما فجأهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ، ويتقي بيديه ، فقيل له : ما لك ؟ فقال : إن بيني وبينه خندقا من نار ، وهولا وأجنحة ! ! فقال رسول الله (ص) : (لو دنا منى لاختطفته الملائكة عضوا ، عضوا) فأنزل الله [ أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى . . ] إلى آخر السورة الكريمة. [if !supportLineBreakNewLine] [endif]
التفسير
[ إقرأ باسم ربك الذي خلق ] هذا أول خطاب إلهى ، وجه إلي النبي (ص) وأول بدء نزول القران ، وفيه دعوة إلى القراءة والكتابة والعلم ، لأنه شعار دين الإسلام [endif] [ خلق الإنسان من علق ] أي خلق هذا الانسان البديع الشكل ، الذي هو أشرف المخلوقات ، من العلقة - وهي الدودة الصغيرة - وقد أبت الطب الحديث أن المني الذي خلق منه الإنسان ، محتو على حيوانات وديدان صغيرة لا ترى بالعين ، وإنما ترى بالمجهر الدقيق
[ إقرأ وربك الأكرم ] أي إقرأ يا محمد وربك العظيم الكريم
[ الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ] أي الذي علم الخط والكتابة بالقلم ، وعلم البشر ما لم يكونوا يعرفونه ، فنقلهم من ظلمة الجهل ، إلى نور العلم
[ كلا إن الإنسان ليطغى ] أي حقا إن الإنسان ليتجاوز الحد في الطغيان ، وإتباع هوى النفس
[ أن رآه استغنى ] أي من أجل أن رأى نفسه غنيا ، وأصبح ذا ثروة ومال ، أشر وبطر
[ إن إلى ربك الرجعى ] أي إلى ربك - أيها الإنسان - المرجع والمصير ، فيجازيك على أعمالك ، وفي الآية تهديد وتحذير لهذا الإنسان ، من عاقبة الفجور والطغيان
[ أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى] تعجيب من حال ذلك الشقي الفاجر ، أي أخبرني يا محمد عن حال ذلك المجرم الأثيم ، الذي ينهى عبدا من عباد الله عن الصلاة ، ما أسخف عقله ، وما أشنع فعله
[ أرأيت إن كان على الهدى ] أي أخبرني إن كان هذا العبد المصلي - وهو النبى (صلى الله عليه وسلم) - الذي تنهاه عن الصلاة صالحا مهتديا ، على الطريقة المستقيمة في قوله وفعله
[ أو أمر بالتقوى ] أي أو كان آمرا بالإخلاص والتوحيد ، داعيا إلى الهدى والرشاد
[ أرأيت إن كذب وتولى ] أي أخبرني يا محمد إن كذب بالقرآن ، وأعرض عن الإيمان
[ ألم يعلم بأن الله يرى ] أي ألم يعلم ذلك الشقي أن الله مطلع على أحواله ، مراقب لأفعاله
[ كلا لئن لم ينته ] أي ليرتدع هذا الفاجر " أبو جهل " عن غيه وضلاله ، فوالله لئن لم ينته عن أذى الرسول
[ لنسفعا بالناصية ] أي لنأخذنه بناصيته - مقدم شعر الرأس - فلنجرنه إلى النار بعنف وشدة ، ونقذقه فيها
[ ناصية كاذبة خاطئة ] أي صاحب هذه الناصية كاذب ، فاجر ، كثير الذنوب والإجرام
[ فليدع ناديه ] أي فليدع أهل ناديه وليستنصر بهم
[ سندع الزبانية ] أي سندعوا خزنة جهنم ، الملائكة الغلاظ الشداد
[ كلا لا تطعه ] أي ليرتدع هذا الفاجر ، ولا تطعه يا محمد ، فيما دعا إليه من ترك الصلاة
[ واسجد واقترب ] أى وواظب على سجودك وصلاتك ، وتقرب بذلك إلى ربك ، وفي الحديث " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، فأكثروا من الدعاء

Comments