سورة الليل
- xhbx12
- Oct 2, 2017
- 3 min read
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد أخذ هذا التفسير من كتاب (صفوة التفاسير) للصابوني
سورة الليل:سورة الليل
تتحدث عن سعي الإنسان وعمله ، وعن كفاحه ونضاله في هذه الحياة ، ثم نهايته إلى النعيم أو إلى الجحيم. * إبتدأت السورة الكريمة بالقسم بالليل إذا غشي الخليقة بظلامه ، وبالنهار إذا أنار الوجود بإشراقه وضيائه ، وبالخالق العظيم الذي أوجد النوعين الذكر والأنثى ، أقسم على أن عمل الخلائق مختلف ، وطريقهم متباين [ والليل إذا يغشى ، والنهار إذا تجلى ، وما خلق الذكر والأنثى ، إن سعيكم لشتى ] الآيات. * ثم وضحت السورة سبيل السعادة ، وسبيل الشقاء ، ورسمت الخط البياني لطالب النجاة ، وبينت أوصاف الأبرار والفجار ، وأهل الجنة وأهل النار [ فأما من أعطى وإتقى ، وصدق بالحسنى ، فسنيسره لليسرى ، وأما من بخل واستغنى ، وكذب بالحسنى ، فسنيسره للعسرى ] الآيات. * ثم نبهت إلى اغترار بعض الناس بأموالهم التي جمعوها ، وثرواتهم التي كدسوها ، وهي لا تنفعهم في يوم القيامة شيئا ، وذكرتهم بحكمة الله في توضيحه لعباده طريق الهداية وطريق الضلالة [ وما يغني عنه ماله إذا تردى ، إن علينا للهدى ، وإن لنا للآخرة والأولى ] الآيات . * ثم حذرت أهل مكة من عذاب الله وانتقامه ، ممن كذب بآياته ورسله ، وأنذرهم من نار حامية ، تتوهج من شدة حرها ، لا يدخلها ولا يذوق سعيرها إلا الكافر الشقي ، المعرض عن هداية الله [ فأنذرتكم نارا تلظى ، لا يصلاها إلا الأشقى ، الذي كذب وتولى. * وختمت السورة بذكر نموذج للمؤمن الصالح ، الذي ينفق ماله في وجوه الخير ، ليزكي نفسه ويصونها من عذاب الله ، وضربت المثل بأبي بكر الصديق رضي الله عنه ، حين اشترى بلالا وأعتقه في سبيل الله [ وسيجنبها الأتقى ، الذي يؤتي ماله يتزكى ، وما لأحد عنده من نعمة تجزى ، إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ، ولسوف يرضى ] . [if !supportLineBreakNewLine]
التفسير
[ والليل إذا يغشى ] أي أقسم بالليل إذا غطي بظلمته الكون
[ والنهار إذا تجلى ] أي وأقسم بالنهار إذا تجلى وانكشف ، وأنار العالم وأضاء الكون
[ وما خلق الذكر والأنثى ] أي وأقسم بالقادر العظيم ، الذي خلق صنفي (الذكر والأنثى)
[ إن سعيكم لشتى ] هذا هو جواب القسم ، أي إن عملكم لمختلف ، فمنكم تقى ، ومنكم شقي ، ومنكم صالح ، ومنكم طالح
[ فأما من أعطى واتقى ] أي فأما من أعطى ماله وأنفق ابتغاء وجه الله ، واتقى ربه فكف عن محارم الله
[ وصدق بالحسنى ] أي وصدق بالجنة التي أعدها الله للأبرار [if !supportLineBreakNewLine] [ فسنسيره لليسرى ] أى فسنهيئه لعمل الخير ، ونسهل عليه الخصلة المؤدية لليسر ، وهي فعل الطاعات ، وترك المحرمات
[ وأما من بخل واستغني ] أي وأما من بخل بإنفاق المال ، واستغنى عن عبادة ذي الجلال
[ وكذب بالحسنى ] أي وكذب بالجنة ونعيمها
[ فسنيسره للعسرى ] أي فسنهيئه للخصلة المؤدية للعسرى ، وهي الحياة السيئة في الدنيا والآخرة ، وهي طريق الشر
[ وما يغني عنه ماله إذا تردى ] استفهام إنكاري أي أي شيء ينفعه ماله إذا هلك وهوى في نار جهنم
[ إن علينا للهدى ] اي إن علينا أن نبين للناس طريق الهدى من طريق الضلالة ، ونوضح سبيل الرشد من سبيل الغي
[ وأن لنا للآخرة والأولى ] أي لنا ما في الدنيا والآخرة ، فمن طلبهما من غير الله ، فقد أخطأ الطريق
[ فأنذرتكم نارا تلظى ] أي فحذرتكم يا أهل مكة نارا تتوق ، وتتوهج من شدة حرارتها [if !supportLineBreakNewLine] [ لا يصلاها إلا الأشقى ] أي لا يدخلها للخلود فيها ولا يذوق سعيرها ، إلا الكافر الشقي
[ الذي كذب وتولى ] أي كذب الرسل وأعرض عن الإيمان
[ وسيجنبها الأتقى ] أي وسيبعد عن النار ، التقى النقى
[ الذي يؤتي ماله يتزكى ] أي الذي ينفق ماله في وجوه الخير ليزكي نفسه [if !supportLineBreakNewLine] [ وما لأحد عنده من نعمة تجزى ] أي وليس لأحد عنده نعمة حتى يكافئه عليها ، وإنما ينفق لوجه الله
[ إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ] أي ليس له غاية إلا مرضاة الله
[ ولسوف يرضى ] أي ولسوف يعطيه الله في الآخرة ما يرضيه ، وهو وعد كريم من رب رحيم [endif] [endif]

[endif] [endif]
Commenti