سورة البلد
- xhbx12
- Oct 7, 2017
- 3 min read
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد أخذ هذا التفسير من كتاب (صفوة التفاسير) للصابوني
سورة البلد: سورة مكية
* أهدافها نفس أهداف السور المكية ، من تثبيت العقيدة والإيمان ، والتركيز على الإيمان بيوم الحساب والجزاء ، والتمييز بين الأبرار والفجار ، وطريق النجاة من عذاب النار . * ابتدأت السورة الكريمة بالقسم بالبلد الحرام ، الذي هو سكن النبي (صلى الله عليه وسلم) ، تعظيما لشأنه وتكريما لمقامه الرفيع عند ربه ، ولفتا لأنظار الكفار إلى أن إيذاء الرسول في البلد الأمين ، من أكبر الكبائر عند الله تعالى [ لا أقسم بهذا البلد . وأنت حل بهذا البلد . ووالد وما ولد ] الآيات . * ثم تحدثت عن بعض كفار مكة ، الذين اغتروا بقوتهم ، فعاندوا الحق ، وكذبوا رسول الله وأنفقوا أموالهم في المباهاة والمفاخرة ، ظنا منهم أن إنفاق الأموال في حرب الإسلام يدفع عنهم عذاب الله ، وقد ردت عليهم الآيات بالحجة القاطعة والبرهان الساطع . [ أيحسب أن لن يقدر عليه أحد ؟ يقول أهكلت مالا لبدا. . ] الآيات * ثم تناولت أهوال القيامة وشدائدها ، وما يكون بين يدي الإنسان في الآخرة ، من مصاعب ومتاعب وعقبات ، لا يستطيع أن يقطعها ويجتازها إلا بالإيمان ، والعمل الصالح . [ فلا اقتحم العقبة ؟ وما أدراك ما العقبة ؟ فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة . . ] الآيات * وختمت السورة الكريمة بالتفريق بين المؤمنين والكفار ، في ذلك اليوم العصيب ، وبينت مآل السعداء ، ومال الأشقياء ، في دار الخلد والكرامة [ ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة أولئك أصحاب الميمنة . . ] الآيات إلى نهاية السورة الكريمة قال الله تعالى : [ لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد ] إلى قوله [ عليهم نار مؤصدة ] من آية (1 ) إلى اية (20) نهاية السورة الكريمة
التفسير
[ لا أقسم بهذا البلد ] هذا قسم ، أقسم سبحانه بالبلد الحرام " مكة " التي شرفها الله تعالى بالبيت العتيق ـ قبلة أهل الشرق والغرب ـ وجعلها مهبط الرحمات
[ وأنت حل بهذا البلد ] أي وأنت يا محمد ساكن ومقيم بمكة بلد الله
[ ووالد وما ولد ] أي وأقسم بآدم وذريته الصالحين
[ لقد خلقنا الإنسان في كبد ] هذا هو المقسم عليه أي لقد خلقنا الإنسان في تعب ومشقة ، فإنه لا يزال يقاسي أنواع الشدائد ، من وقت نفخ الروح فيه إلى حين نزعها منه
[ أيحسب أن لن يقدر عليه أحد ] أي أيظن هذا الشقي الفاجر ، المغتر بقوته ، أن الله تعالى لا يقدر عليه لشدته وقوته
[ يقول أهلكت مالا لبدا ] أي يقول هذا الكافر : أنفقت مالا كثيرا في عداوة محمد صلى الله عليه وسلم
[ أيحسب أن لم يره أحد ] ؟ أي أيظن أن الله تعالى لم يره حين كان ينفق ، ويظن أن أعماله تخفى على رب العباد
[ ألم نجعل له عينين ] أي ألم نجعل له عينين يبصر بهما
[ ولسانا ] أي ولسانا ينطق به فعيبر ما في ضميره
[ وشفتين ] أي وشفتين يطبقهما على فمه ، ويستعين بهما على الأكل والشرب والنفخ وغير ذلك
[ وهديناه النجدين ] أي وبينا له طريق الخير والشر ، والهدى والضلال ، ليسلك طريق السعادة ، ويتجنب طريق الشقاوة
[ فلا اقتحم العقبة ] أي فهلا أنفق ماله في اجتياز العقبة الكئود ، بدل أن ينفقه في عداوة محمد صلى الله عليه وسلم ( والعقبة استعارة للعمل الشاق على النفس )
[ ومآ أدراك ما العقبة ] أي وما أعلمك ما اقتحام العقبة ؟ وفيه تعظيم لشأنها وتهويل
[ فك رقبة ] أي هي عتق الرقبة في سبيل الله
[ أو إطعام في يوم ذي مسغبة ] أي أو أن يطعم الفقير في يوم عصيب ذي مجاعة
[ يتيما ذا مقربة ] أي أطعم اليتيم الذي بينه وبينه قرابة [ أو مسكينا ذا متربة ] أو المسكين الفقير البائس الذي قد لصق بالتراب من فقره وضره
[ ثم كان من الذين آمنوا ] أي عمل هذه القربات لوجه الله تعالى ، وكان مع ذلك مؤمنا صادق الإيمان
[ وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة ] أي وأوصى بعضهم بعضا بالصبر على الإيمان وطاعة الرحمن ، وبالرحمة والشفقة على الضعفاء والمساكين [ أولئك أصحاب الميمنة ] أي هؤلاء الموصوفون بهذه الصفات الجليلة ، هم أصحاب الجنة الذين يأخذون كتبهم بأيمانهم
[ والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة ] قرن بين الأبرار والفجار على طريقة القرآن في الترغيب والترهيب ، لبيان المفارقة الهائلة بين أهل الجنة وأهل النار ، وبين السعداء والأشرار أي والذين جحدوا نبوة محمد وكذبوا بالقرآن هم أهل الشمال ـ أهل النار ـ لأنهم يأخذون كتبهم بشمائلهم ، وعبر عنهم بضمير الغائب إشارة إلى أنهم غائبون عن حضرة قدسه ، وكرامة أنسه
[ عليهم نار مؤصدة ] أي عليهم نار مطبقة مغلقة ، لا يدخل فيها روح ولا ريحان ، ولا يخرجون منها أبد الزمان
اللهم لا تقتلنا بغضبك ، ولا تهلكنا بعذابك ، ونجنا من ذلك يا رب. [if !supportLineBreakNewLine]

Comments