سورة الغاشية
- xhbx12
- Oct 18, 2017
- 3 min read
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد أخذ هذا التفسير من كتاب "صفوة التفاسير" للصابوني
سورة الغاشية:سورة مكية
تناولت موضوعين أساسيين وهما : 1 - القيامة وأحوالها وأهوالها ، وما يلقاه الكافر فيها من العناء والبلاء ، وما يلقاه المؤمن فيها من السعادة والهناء [ هل أتاك حديث الغاشية وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية الآيات 2 - الأدلة والبراهين على وحدانية رب العالمين ، وقدرته الباهرة ، في خلق الإبل العجيبة والسماء البديعة ، والجبال المرتفعة ، والأرض الممتدة الواسعة ، وكلها شواهد على وحدانية الله وجلال سلطانه [ أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت ] الآيات . * وختمت السورة الكريمة بالتذكير برجوع الناس جميعا إلى الله سبحانه للحساب والجزاء [if !supportLineBreakNewLine]
التفسير
[ هل أتاك حديث الغاشية ] الاستفهام للتشويق الى استماع الخبر ، وللتنبيه والتفخيم لشأنها أي هل جاءك يا محمد خبر الداهية العظيمة التي تغشى الناس وتعمهم بشدائدها وأهوالها ، وهي القيامة
[ وجوه يومئذ خاشعة ] أي وجوه في ذلك اليوم ذليلة خاضعة مهينة [ عاملة ناصبة ] أي دائبة العمل فيما يتعبها ويشقيها في النار
[ تصلى نارا حامية ] أي تدخل نارا مسعرة شديدة الحر
[ تسقى من عين آنية ] أي تسقى من عين متناهية الحرارة ، وصل حرها وغليانها درجة النهاية [ ليس لهم طعام إلا من ضريع ] أي ليس لأهل النار طعام إلا الضريع وهو نبت ذو شوك
[ لا يسمن ولا يغني من جوع ] أي لا يفيد القوة والسمن في البدن ، ولا يدفع الجوع عن آكله
[ وجوه يومئذ ناعمة ] أي وجوه المؤمنين يوم القيامة ناعمة ذات بهجة وحسن ، وإشراق ونضارة
[ لسعيها راضية ] أي لعملها الذي عملته في الدنيا وطاعتها لله راضية مطمئنة ، لأن هذا العسل أورثها الفردوس دار المتقين [ في جنة عالية ] أي في حدائق وبساتين مرتفعة مكانا وقدرا ، وهم في الغرفات آمنون [ لا تسمع فيها لاغية ] أي لا تسمع في الجنة شتما ، أو سبا
[ فيها عين جارية ] أي فيها عيون تجري بالماء السلسبيل لا تنقطع
[ فيها سرر مرفوعة ] أي في الجنة أسرة مرتفعة ، مكللة بالزبرجد والياقوت ، عليها الحور العين ، فإذا أراد ولي الله أن يجلس على تلك السرر العالية تواضعت له [if !supportLineBreakNewLine] [ وأكواب موضوعة ] أي وأقداح موضوعة على حافات العيون ، معدة لشرابهم لا تحتاج إلى من يملأها [ ونمارق مصفوفة ] أي ووسائد ـ مخدات ـ قد صف بعضها إلى جانب بعض ليستندوا عليها [ وزرابي مبثوثة ] أي وفيها طنافس فاخرة لها خمل رقيق مبسوطة في أنحاء الجنة (والطنافس هي البساط)
[ أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ] أي أفلا ينظر هؤلاء الناس نظر تكفر واعتبار ، إلى الإبل ـ الجمال ـ كيف خلقها الله خلقا عجيبا بديعا يدل على قدرة خالقها
[ وإلى السمآء كيف رفعت ] أي وإلى السماء البديعة المحكمة ، كيف رفع الله بناءها ، وأعلى سمكها بلا عمد ولا دعائم ؟ [ وإلى الجبال كيف نصبت ] أي إلى الجبال الشاهقة كيف نصبت على الأرض نصبا ثابتا راسخا لا يتزلزل
[ وإلى الأرض كيف سطحت ] أي وإلى الأرض التي يعيشون عليها ، كيف بسطت ومهدت حتى صارت شاسعة واسعة يستقرون عليها ، ويزرعون فيها أنواع المزروعات
[ فذكر إنمآ أنت مذكر ] أي فعظهم يا محمد وخوفهم ، ولا يهمنك أنهم لا ينظرون ولا يتفكرون ، فإنما أنت واعظ ومرشد [ لست عليهم بمصيطر ] أي لست بمتسلط عليهم ولا قاهر لهم حتى تجبرهم على الإيمان [ إلا من تولى وكفر ] أي لكن من أعرض عن الوعظ والتذكير ، وكفر بالله العلي القدير [ فيعذبه الله العذاب الأكبر ] أي فيعذبه الله بنار جهنم
[ إن إلينآ إيابهم ] أي إلنا وحدنا رجوعهم بعد الموت [ ثم إن علينا حسابهم ] أي ثم إن علينا وحدنا حسابهم وجزاءهم. [if !supportLineBreakNewLine] [endif]

[endif] [endif]
Commenti