سورة الأعلى
- xhbx12
- Oct 21, 2017
- 3 min read
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد أخذ هذا التفسير من كتاب "صفوة التفاسير" للصابوني
سورة الأعلى:سورة مكية
تعالج بإختصار المواضيع الآتية : 1- الذات العلية وبعض صفات الله جل وعلا ، والدلائل على القدرة والوحدانية 2 - الوحي والقرآن المنزل على خاتم الرسل (ص) وتيسير حفظه عليه 3 - الموعظة الحسنة التي ينتفع بها أهل القلوب الحية ، ويستفيد منها أهل السعادة والإيمان * ابتدأت السورة الكريمة بتنزيه الله جل وعلا ، الذي خلق فأبدع ، وصور فأحسن ، وأخرج العشب ، والنبات ، رحمة بالعباد [ سبح اسم ربك الأعلى ، الذي خلق فسوى ، والذي قدر فهدى الآيات ثم تحدثت عن الوحي والقرآن ، وآنست الرسول (ص) بالبشارة بتحفيظه هذا الكتاب المجيد ، وتيسير حفظه عليه ، بحيث لا ينساه أبدا [ سنقرئك فلا تنسى ، إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى * ثم أمرت بالتذكير بهذا القرآن ، الذي يستفيد من نوره المؤمنون ، ويتعظ بهديه المتقون ، [ فذكر إن نفعت الذكرى ، سيذكر من يخشى ، ويتجنبها الأشقى ] الآيات. * وختمت السورة ببيان فوز من طهر نفسه من الذنوب والآثام ، وزكاها بصالح الأعمال [ قد أفلح من تزكى ، وذكر اسم ربه فصلى ] إلى نهاية السورة الكريمة .
التفسير
[ سبح اسم ربك الأعلى ] أي نزه يا محمد ربك العلي الكبير عن صفات النقص
[ الذي خلق فسوى ] أي خلق المخلوقات جميعها ، فأتقن خلقها ، وأبدع صنعها
[ والذي قدر فهدى ] أي قدر في كل شيء خواصه ومزاياه بما تجل عنه العقول والأفهام ، وهدى الإنسان لوجه الانتفاع بما أودعه فيها ، وهدى الإنعام إلى مراعيها ، ولو تأملت ما في النباتات من الخواص ، وما في المعادن من المزايا والمنافع ، واهتداء الإنسان لاستخراج الأدوية والعقاقير النافعة من النباتات ، واستخدام المعادن في صنع المدافع والطائرات ، لعلمت حكمة العلي القدير ، الذي لولا تقديره وهدايته لكنا نهيم في دياجير الظلام كسائر الأنعام
[ والذي أخرج المرعى ] أي أنبت ما ترعاه الدواب ، من الحشائش والأعشاب [ فجعله غثآء أحوى ] أي فصيره بعد الخضرة أسود باليا ، بعد أن كان ناضرا زاهيا ، ولا يخفى ما في المرعى من المنفعة بعد صيرورته هشيما ياسبا ، فإنه يكون طعاما جيدا لكثير من الحيوانات
[ سنقرئك فلا تنسى ] أي سنقرئك يا محمد هذا القرآن العظيم فتحفظه في صدرك ولا تنساه [ إلا ما شآء الله ] أي لكن ما أراد الله نسخه فإنك تنساه .. وفي هذه الآية معجزة له عليه الصلاة والسلام ، لأنه كان أميا لا يقرأ ولا يكتب ، وكان مع ذلك لا ينسى ما أقرأه جبريل عليه السلام ، وكونه يحفظ هذا الكتاب العظيم من غير دراسة ولا تكرار ولا ينساه أبدا ، من أعظم البراهين على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم
[ إنه يعلم الجهر وما يخفى ] أي هو تعالى عالم بما يجهر به العباد وما يخفونه من الأقوال والأفعال
[ ونيسرك لليسرى ] أي ونوفقك للشريعة السمحة البالغة اليسر ، التي هي أيسر وأسهل الشرائع السماوية ، وهي شريعة الإسلام [ فذكر إن نفعت الذكرى ] أي فذكر يا محمد بهذا القرآن حيث تنفع الموعظة والتذكرة
[ سيذكر من يخشى ] أي سينتفع بهذه الذكرى والموعظة من يخاف الله تعالى [ ويتجنبها الأشقى ] أي ويرفضها ويبتعد عن قبول الموعظة الكافر المبالغ في الشقاوة [ الذى يصلى النار الكبرى ] أي الذي يدخل نار جهنم المستعرة ، العظيمة الفظيعة
[ ثم لا يموت فيها ولا يحيا ] أي لا يموت فيستريح ، ولا يحيا الحياة الطيبة الكريمة ، بل هو دائم في العذاب والشقاء [ قد أفلح من تزكى ] أي قد فاز من طهر نفسه بالإيمان ، وأخلص عمله للرحمن [ وذكر اسم ربه فصلى ] أي وذكر عظمة ربه وجلاله
[ بل تؤثرون الحياة الدنيا ] أي بل تفضلون أيها الناس هذه الحياة الفانية على الآخرة الباقية
[ والآخرة خير وأبقى ] أي والحال أن الآخرة خير من الدنيا وأبقى ، لأن الدنيا فانية ، والآخرة باقية
[ إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى ] أي إن هذه المواعظ المذكورة في هذه السورة ، مثبتة في الصحف القديمة المنزلة على إبراهيم وموسى عليهما السلام ، فهي مما توافقت فيه الشرائع ، وسطرته الكتب السماوية ، كما سطره هذا الكتاب المجيد.

Comments