سورة الطارق
- xhbx12
- Oct 22, 2017
- 3 min read
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد أخذ هذا التفسير من كتاب "صفوة التفاسير" للصابوني
سورة الطارق:سورة مكية
تعالج بعض الأمور المتعلقة بالعقيدة الإسلامية ومحور السورة يدور حول الإيمان بالبعث والنشور ، وقد أقامت البرهان الساطع ، والدليل القاطع على قدرة الله جل وعلا على إمكان البعث ، فإن الذي خلق الإنسان من العدم ، قادر على إعادته بعد موته . * ابتدأت السورة الكريمة بالقسم بالسماء ذات الكواكب الساطعة ، التي تطلع ليلا لتضيء للناس سبلهم ، ليهتدوا بها في ظلمات البر والبحر ، أقسم تعالى على أن كل إنسان ، قد وكل به من يحرسه ، ويتعهد أمره من الملائكة الأبرار [ والسماء والطارق ، ومما أدراك ما الطارق ، النجم الثاقب ، إن كل نفس لما عليها حافظ ] الآيات * ثم ساقت الأدلة والبراهين ، على قدرة رب العالمين ، على إعادة الإنسان بعد فنائه [ فلينظر الإنسان مما خلق ؟ خلق من ماء دافق ، يخرج من بين الصلب والترائب ، إنه على رجعه لقادر الآيات . * ثم أخبرت عن كشف الأسرار ، وهتك الأستار في الآخرة عن البشر ، حيث لا معين للإنسان ولا نصير [ يوم تبلى السرائر ، فما له من قوة ولا ناصر * وختمت السورة الكريمة بالحديث عن القرآن العظيم ، معجزة محمد في الخالدة ، وحجته البالغة إلى الناس أجمعين ، وبينت صدق هذا القرآن ، وأوعدت الكفرة المجرمين بالعذاب الأليم لتكذبهم بالقرآن الساطع المنير [ والسماء ذات الرجع ، والأرض ذات الصدع ، إنه لقول فصل ، وما هو بالهزل ، إنهم يكيدون كيدا ، وأكيد كيدا ، فمهل الكافرين أمهلهم رويدا [if !supportLineBreakNewLine]
التفسير
[ والسمآء والطارق ] أي أقسم بالسماء وبالكواكب النيرة
[ ومآ أدراك ما الطارق ] استفهام للتفخيم والتعظيم أي وما الذي أعلمك يا محمد ما حقيقة هذا النجم
[ النجم الثاقب ] أي النجم المضيء الذي يثقب الظلام بضيائه
[ إن كل نفس لما عليها حافظ ] هذا جواب القسم أي ما كل نفس إلا عليها حافظ من الملائكة ، يحفظ عملها ويحصي عليها ما تكسب من خير وشر
[ فلينظر الإنسان مم خلق ] ؟ أي فلينظر الإنسان في أول نشأته نظرة تكفر واعتبار ، من أي شيء خلقه الله
[ خلق من مآء دافق ] أي خلق من المني المتدفق ، الذي ينصب بقوة وشدة ، يتدفق من الرجل والمرأة فيتكون منه الولد بإذن الله
[ يخرج من بين الصلب والترآئب ] أي يخرج هذا الماء من بين الصلب وعظم الصدر ، من الرجل والمرأة (( الصلب : فقار الظهر ويسمى سلسلة الظهر ، والترائب : عظام الصدر ، وكنى بالصلب عن الرجل ، وبالترائب عن المرأة ، أي يخرج هذا الماء من صلب الرجل ، وعظام صدر المرأة )).
[ إنه على رجعه لقادر ] أي إن الله تعالى الذي خلق الإنسان ابتداء ، قادر على إعادته بعد موته
[ يوم تبلى السرآئر ] أي يوم تمتحن القلوب وتختبر ، ويعرف ما بها من العقائد والنيات
[ فما له من قوة ولا ناصر ] أي فليس للإنسان في ذلك الوقت قوة تدفع عنه العذاب ، ولا ناصر ينصره ويجيره
[ والسمآء ذات الرجع ] أي أقسم بالسماء ذات المطر ، الذي يرجع على العباد حينا بعد حين
[ والأرض ذات الصدع ] أي وأقسم بالأرض التي تتصدع وتنشق ، فيخرج منها النبات والأشجار والأزهار
[ إنه لقول فصل ] أي إن هذا القرآن لقول فاصل بين الحق والباطل
[ وما هو بالهزل ] أي ليس فيه شيء من اللهو والباطل والعبث ، بل هو جد كله
[ إنهم يكيدون كيدا ] أي إن هؤلاء المشركين ـ كفار مكة ـ يعملون المكايد لإطفاء نور الله ، وإبطال شريعة محمد صلى الله عليه وسلم [ وأكيد كيدا ] أي وأجازيهم على كيدهم بالإمهال ثم النكال ، حيث آخذهم أخذ عزيز
[ فمهل الكافرين أمهلهم رويدا ] أي لا تستعجل في هلاكهم والانتقام منهم ، وأمهلهم قليلا فسوف ترى ما أصنع بهم ، وهذا منتهى الوعيد والتهديد.
[endif]

Comments