سورة البروج
- xhbx12
- Nov 1, 2017
- 4 min read
بسم الله الرحيم
لقد أخذ هذا التفسير من كتاب "صفوة التفاسير" للصابوني
سورة البروج :سورة مكية
تعرض لحقائق العقيدة الإسلامية ، والمحور الذي تدور عليه السورة الكريمة هي حادثة (أصحاب الأخدود) وهي قصة التضحية بالنفس ، في سبيل العقيدة والإيمان * ابتدأت السورة الكريمة بالقسم بالسماء ذات النجوم الهائلة ، ومداراتها الضخمة ، التي تدور فيها تلك الأفلاك ، وباليوم العظيم المشهود وهو " يوم القيامة " ، وبالرسل والخلائق ، على هلاك ودمار المجرمين ، الذين طرحوا المؤمنين في النار ، ليفتنوهم عن دينهم [ والسماء ذات البروج ، واليوم الموعود ، وشاهد ومشهود ، قتل أصحاب الأخدود ، النار ذات الوقود ، إذ هم عليها قعود ، وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود ] الآيات * ثم تلاها الوعيد والإنذار ، لأولئك الفجار على فعلتهم القبيحة الشنيعة [ إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق * وبعد ذلك تحدثت عن قدرة الله على الإنتقام من أعدائه الكفرة ، الذين فتنوا عباده وأولياءه إن بطش ربك لشديد ، إنه هو يبدىء ويعيد ، وهو الغفور الودود ، ذو العرش المجيد ] * وختمت السورة الكريمة بقصة الطاغية الجبار " فرعون " وما أصابه وقومه من الهلاك والدمار بسبب البغي والطغيان [ هل أتاك حديث الجنود ، فرعون وثمود ، بل الذين كفروا في تكذيب والله من ورائهم محيط ] إلى نهاية السورة الكريمة
التفسير
[ والسماء ذات البروج ] أي وأقسم بالسماء البديعة ذات المنازل الرفيعة
[ واليوم الموعود ] أي وأقسم باليوم الموعود وهو يوم القيامة
[ وشاهد ومشهود ] أي وأقسم بمحمد والأنبياء الذين يشهدون على أممهم يوم القيامة
[ قتل أصحاب الأخدود ] هذا هو جواب القسم ، والجملة دعائية أي قاتل الله ولعن أصحاب الأخدود ، الذين شقوا الأرض طولا وجعلوها أخاديد ، وأضرموا فيها النار ليحرقوا بها المؤمنين
[ النار ذات الوقود ] أي النار العظيمة المتأججة
[ إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود ] أي حين هم جلوس حول النار. يتشفون بإحراق المؤمنين فيها ، ويشهدون ذلك الفعل الشنيع . (( خلاصة القصة " أن ملكا ظالما كافرا أسلم أهل بلده ، فأمر بالأخدود فشق في أفواه السكك ، وأضرم فيها النيران ، ثم أمر زبانيته وجنوده أن يأتوا بكل مؤمن ومؤمنة ويعرضوه على النار ، فمن لم يرجع عن دينه فليلقوه فيها ففعلوا ، حتى جاءت امرأة ومعها صبى لها فتقاعست أن تقع فيها ، فقال لها الغلام : يا أماه اصبري فإنك على الحق " وانظر تفصيل القصة في صحيح مسلم ، وسنن الترمذي )) والغرض تخويف كفار قريش ، فقد كانوا يعذبون من أسلم من قومهم ، ليرجعوا عن الإسلام ، فذكر الله تعالى قصة " أصحاب الأخدود " وعيدا للكفار ، وتسلية للمؤمنين المعذبين
[ وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ] أي وما كان لهم ذنب ولا انتقموا منهم ، إلا لأنهم آمنوا بالله العزيز الحميد الغالب الذي لا يضام من لاذ بجانبه
[ الذي له ملك السماوات والأرض ] أي هذا الإله الجليل المالك لجميع الكائنات
[ والله على كل شيء شهيد ] أي هو تعالى مطلع على أعمال عباده ، لا تخفى عليه خافية من شئونهم
[ إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ] أي عذبوا وأحرقوا المؤمنين والمؤمنات بالنار ليفتنوهم عن دينهم [ ثم لم يتوبوا ] أي ثم لم يرجعوا عن كفرهم وطغيانهم [ فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق ] أي فلهم عذاب جهنم المخزي بكفرهم ، ولهم العذاب المحرق إحراقهم المؤمنين
[ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ] أي الذين جمعوا بين الإيمانت الصادق والعمل الصالح [ لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ] أي لهم البساتين والحدائق الزاهرة ، التي تجري من تحت قصورها أنهار الجنة
[ ذلك الفوز الكبير ] أي ذلك هو الظفر العظيم بغاية المطلوب ، الذي لا سعادة ولا فوز بعده
[ إن بطش ربك لشديد ] أي إن انتقام الله وأخذه الجبابرة والظلمة ، بالغ الغاية في الشدة
[ إنه هو يبدىء ويعيد ] أي هو جل وعلا الخالق القادر ، الذي يبدأ الخلق من العدم ، ثم يعيدهم أحياء بعد الموت [ وهو الغفور الودود ] أي وهو الساتر لذنوب عباده المؤمنين ، اللطيف المحسن إلى أوليائه ، المحب لهم
[ ذو العرش ] أي صاحب العرش العظيم ، وإنما أضاف العرش إلى الله وخصه بالذكر ، لأن العرش أعظم المخلوقات ، وأوسع من السموات السبع ، وخلقه بهذا الوصف يدل على عظمة خالقه [ المجيد ] أي هو تعالى المجيد ، العالي على جميع الخلائق
[ فعال لما يريد ] أي يفعل ما يشاء ، ويحكم ما ريد ، لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه
[ هل أتاك حديث الجنود ] ؟ استفهام للتشويق أي هل بلغك يا محمد خبر الجموع الكافرة ، الذين تجندوا لحرب الرسل والأنبياء ؟ هل بلغك ما أحل الله بهم من البأس
[ فرعون وثمود ] أي هم فرعون وثمود ، أولي البأس والشدة ، فقد كانوا اشد بأسا ، وأقوى مراسا من قومك ، ومع ذلك فقد أخذهم الله تعالى بذنوبهم [ بل الذين كفروا في تكذيب ] أي لم يعتبر كفار قريش بما حل بأولئك الكفرة المكذبين ، بل هم مستمرون في التكذيب فهم أشد منهم كفرا وطغيانا [ والله من ورائهم محيط ] أي والله تعالى قادر عليهم ، لا يفوتونه ولا يعجزونه ، لأنهم في قبضته في كل حين وزمان
[ بل هو قرآن مجيد ] أي بل هذا الذي كذبوا به ، كتاب عظيم شريف ، متناه في الشرف والمكانة
[ في لوح محفوظ ] أي هو في اللوح المحفوظ الذي في السماء ، محفوظ من الزيادة والنقص ، والتحريف والتبديل. [if !supportLineBreakNewLine] [endif]

[if !supportLineBreakNewLine] [endif]
Comments